رائف بدوى مدوّن سعودى ناشط على الإنترنت انتقد مؤسسة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وكتب أيضاً عن منع الاختلاط فى البرلمان وتحريم قيادة السيارة... إلى آخر تلك القرارات النابعة من تفسيرات مغلوطة للنصوص الدينية. هو لم يهاجم الشرطة أو الجيش، لم يدعُ إلى حمل السلاح، لم يواجه هذه الأفكار بالعنف أو التفجيرات، مجرد كتابة على مدونة أنشأها 2006 أطلق عليها «الشبكة الليبرالية»، ووجهة نظر من الممكن أن تراها أنت خطأ ويراها غيرك صحيحة، كان الحكم على جريمته النكراء من وجهة نظر السلطات السعودية هى السجن عشر سنوات وألف جلدة قسموها إلى كل أسبوع خمسين جلدة فقط من باب الرحمة وتغريمه مليون ريال!! معقول ونحن فى القرن الحادى والعشرين أن نرى تلك الأحكام على شاب (28 سنة) لا يملك إلا قلمه؟ فكره إذا كانت ترفضه السلطات هناك كانت ترد عليه بالفكر والحجة والإقناع، خاصة أن لديها عشرات الجرائد والفضائيات وآلاف المواقع وآلاف الشيوخ، يعنى لديهم باختصار جيوش مجيشة فى مواجهة موقع بسيط على الفضاء العنكبوتى يقرأه واحد على ألف ممن يشاهدون فضائيات السعودية أو جرائدها، فما الداعى للخوف إذن كما يدعون على عقول الشباب البرىء؟! ما الداعى للجلد والغرامة مستحيلة الدفع والسجن كل هذه السنوات وحرمان بنتين وولد من أبيهم وتشريد عائلة فى بداية تكوينها وممارسة عقوبة تجاوزها الزمن والقانون الدولى؟ الكارثة أنهم عاقبوا رائف بدوى على ما كتبه وأيضاً على تعليقات زوار موقعه!! فلائحة الاتهامات تقول إن المتهم ارتكب مخالفة نظام مكافحة جرائم المعلوماتية السعودى بإنشاء موقع إلكترونى يمس النظام العام ويساعد الآخرين فى ذلك، واستشهد المدعى العام بعدد من المشاركات المرصودة فى الموقع الإلكترونى، أبرزها مشاركة مستخدم أطلق على نفسه «أيها العقل من رآك»، كما استشهد المدعى العام بما كتبه صاحب الموقع بعنوان «هنيئاً لكل شعوب الأرض بعيد الحب، وهنيئاً لنا نحن بالفضيلة»، وأضاف «وهنيئاً لنا نحن بهيئة الأمر بالمعروف معلمتنا الفضيلة والحريصة دائماً على أن يكون جميع أفراد الشعب السعودى من أهل الجنة»، فضلاً عن مشاركات عدد من الأشخاص ممن أطلقوا على أنفسهم أسماء مثل «نهد أنثى»، «وميض النار»، و«رعوم»، إذ تضمنت مشاركاتهم إساءات إلى أحد أعضاء هيئة كبار العلماء وهيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وجامعة الإمام محمد بن سعود بحسب المدعى العام. واستند المدعى العام فى اتهامه لمؤسس الموقع إلى عدد من الأدلة والقرائن، أبرزها اعترافه بأنه يملك صلاحية حذف ما يشاء من مشاركات فى الموقع، وما ورد فى المشاركات التى ذكرت التى تم نسخها من الموقع الإلكترونى، والمدهش أكثر أن السلطات حاكمته أيضاً بتهمة عقوق الوالدين، وهو ما يعكس كم التربص فى التعامل مع هذا الشاب. أرجوكم.. صدقونى، الدين لو كان بهذه الهشاشة بحيث ينتابنا الذعر والفزع والهلع من مجرد مدونة فلا بد من مراجعة أنفسنا وإعادة فهم «إن الله يدافع عن الذين آمنوا». يا جماعة.. همسة فى آذانكم: الله هو الذى يدافع عنّا وليس العكس.